اليمن | مقتل موظف أممي تحت التعذيب في سجون الحوثي وسط تصاعد الانتهاكات ضد العاملين الإنسانيين في اليمن

هيومينا تدين الجريمة المروعة وتحذر من استمرار الاستهداف الممنهج للعاملين في المجال الإنساني

تعرب هيومينا عن إدانتها البالغة وصدمتها العميقة إزاء وفاة أحمد باعلوي، أحد موظفي برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي فارق الحياة في أحد معتقلات جماعة الحوثي بمحافظة صعدة، بعد أكثر من أسبوعين على احتجازه التعسفي رفقة 6 موظفين آخرين خلال حملة الاعتقالات التي نفذتها الجماعة يوم 23 يناير/كانون الثاني 2025.

تشير المعلومات الواردة إلى أن أحمد باعلوي تعرض للتعذيب أثناء احتجازه، في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني. هذه الجريمة البشعة تكشف مجددًا عن المخاطر المتزايدة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني في اليمن، في ظل تصاعد القمع الممنهج والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الجماعة المسلحة بحق الموظفين الأمميين والإنسانيين.

بينما لا يزال مصير بقية المعتقلين مجهولاً وهم (محمد العرومة، محمد غانم بسام علوان، عبدالله أبلان، محمد الأصبحي وعبدالله الأعشم) وتحمّل هيومينا جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن وفاة أحمد باعلوي، مؤكدة أن هذه الجريمة تأتي في إطار حملة انتهاكات موسعة ومتصاعدة تستهدف العاملين في المنظمات الدولية والمحلية، بغرض إضعاف العمل الإنساني وتقويض الجهود الإغاثية التي يعتمد عليها الملايين من اليمنيين للبقاء على قيد الحياة، وقد أدان أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة هذه الجريمة وطالب بتحقيق فوري وشفاف وشامل ومحاسبة المسؤولين عن ذلك

فمنذ مايو/أيار 2024، صعّدت الجماعة من عمليات القمع والاعتقال التعسفي التي استهدفت العشرات من العاملين في المجال الإنساني، ومن بينهم موظفو الأمم المتحدة، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، ومنظمات إنسانية دولية ومحلية، إضافة إلى شركات تجارية. ولا يزال العديد من هؤلاء المحتجزين مخفيين قسريًا حتى الآن، دون أي إجراءات قانونية أو محاكمات عادلة، وسط أنباء موثقة عن تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب الممنهج في سجون الجماعة.

إن استمرار هذه الجرائم والانتهاكات دون أي مساءلة أو إجراءات رادعة من قبل المجتمع الدولي يساهم في تفاقم ثقافة الإفلات من العقاب، ويفسح المجال أمام جماعة الحوثي لمواصلة استهدافها للعاملين الإنسانيين والصحفيين والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان. إن غياب التحرك الجاد من الجهات الدولية الفاعلة يضعف جهود حماية هؤلاء الأفراد ويشجع على مزيد من الانتهاكات.

إن السماح باستمرار حملات الاعتقال التعسفي والتعذيب الممنهج دون أي تحرك ملموس يهدد حيادية واستقلالية العمل الإغاثي، ويؤدي إلى تعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.

تدعو هيومينا إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة، تشمل:

  • فتح تحقيق دولي مستقل وعاجل لكشف ملابسات مقتل أحمد باعلوي، وضمان محاسبة المسؤولين عن تعذيبه وقتله، بما يتماشى مع القوانين الدولية.
  •  الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، وخاصة العاملين في المجال الإنساني والصحفيين والناشطين، الذين يتعرضون للاستهداف الممنهج من قبل جماعة الحوثي.
  •  تحرك دولي حازم لوقف الانتهاكات التي تهدد حياة العاملين في المجال الإنساني، وضمان توفير الحماية لهم أثناء أداء مهامهم.
  • اتخاذ إجراءات عقابية ضد المتورطين في هذه الجرائم، بما يشمل فرض عقوبات دولية على قيادة جماعة الحوثي والمسؤولين عن عمليات الاعتقال والتعذيب.

إن استمرار عمليات الخطف والاحتجاز والتعذيب بحق العاملين في المجال الإنساني، في ظل غياب أي محاسبة، يهدد مستقبل العمل الإغاثي في اليمن بالكامل. السكوت عن هذه الانتهاكات لم يعد خيارًا، ويجب على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم وجاد ضد مرتكبي هذه الجرائم، قبل أن تصبح استهدافات العاملين الإنسانيين ممارسة ممنهجة دون أي رادع أو مساءلة.

هيومينا تؤكد أن حماية العاملين الإنسانيين هي مسؤولية دولية، والتقاعس عن اتخاذ خطوات جادة سيؤدي إلى كارثة إنسانية أعمق في اليمن.

Facebook
Twitter
Email
Print

Facebook

Twitter