تستكشف ورقة “الناشطية في لبنان: إعادة تفكير في عصر الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وفي سياق الجائحة” المشهد المتطور للناشطية في لبنان وسط التحديات التي تفرضها الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19. وتتعمق في السياق التاريخي للناشطية في لبنان، ويسلط الضوء على تقاليد البلاد المتمثلة في مشاركة المواطنين والمواطنات وحشدهم/ن لأسباب اجتماعية وسياسية واقتصادية. كما تناقش الورقة التأثير التحويلي للأزمة الاقتصادية على الناشطية، مما أدى إلى تنويع التركيز وظهورأشكال أخرى لناشطية الشباب، والنشاطية النسوية، والدفاع عن حقوق الفئات المهمشة مثل اللاجئين والمتقاعدين.
أيضاً تتناول الورقة التحول من الناشطية من المركزية إلى اللامركزية استجابة للأزمة والقيود المرتبطة بجائحة كوفيد- ١٩، مع التركيز على الأساليب المبتكرة التي اعتمدها النشطاء والناشطات، بما في ذلك الناشطية الرقمية وأشكال أخرى للمشاركة المجتمعية. كما يتناول تأثير العنف على الناشطية، العنف الذي ترتكبه أجهزة الدولة وأيضًا الجهات الأخرى التي تمارس العنف ولكنها غير حكومية. والتحديات التي يواجهها النشطاء والناشطات في الدفاع عن حقوقهم/ن الأساسية وسط سوء إدارة كامل للأزمة.
بشكل عام، تؤكد الورقة على مرونة المجتمع المدني في لبنان وقدرته على التكيف، حيث يتنقل الناشطون والناشطات في تعقيدات الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية الحالية للعمل من أجل التغيير ومعالجة الظلم المنهجي وتعزيز الشمولية والعدالة الاجتماعية
Abstract
تتبنى هذه الورقة منهجية شاملة للتحقيق في تأثير الانهيار الاقتصادي وقيود وباء كوفيد19- على الحراك في لبنان، مع التركيز بشكل خاص على حرية التعبير والحق في التجمع السلمي كمك ّونات رئيسة لها. من المنظور الوصفي والمعياري، تجري الورقة تحلي ًلا تجريب ًيا لتصوير طبيعة وظواهر الحراك خلال الأزمة. بعد ذلك، ُتقيِّم الورقة امتثال لبنان لالتزاماته الدولية على النحو المبين في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يعتبر لبنان دولة مصادقة عليه. علاوة على ذلك، يتم تحليل الاعتراف الدستوري بهذه الحقوق داخل لبنان. بشكل عام، تتضمن المنهجية نه ًجا نوع ًيا يشمل جمع البيانات من المصادر المتاحة للجمهور والمعرفة الموجودة، وتحليل الإطار الذي يحكم الحراك وتقييم التأثير على الحراك في خضم الأزمة