بروكسل، ١٦ أكتوبر ٢٠٢٣
تدين منظمة هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية بشدة جرائم الحرب المستمرة والمروعة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة. ويجب على المجتمع الدولي أن يرد بشكل عاجل على هذه الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي.
تحت شعار “سيوف من حديد”، شن الجيش الإسرائيلي هجوما عشوائيا بلا هوادة على غزة، وهي المنطقة التي يسكنها أكثر من مليوني فلسطيني. لقد تعرض هؤلاء المدنيون الأبرياء لظروف معيشية متدهورة، والتي تفاقمت بسبب الحصار الإسرائيلي الذي طال أمده منذ عام ٢٠٠٦. الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية مفجعة، حيث قُتل أكثر من ٢٢٠٠ مدني فلسطيني، بما في ذلك أكثر من ٧٠٠ طفل وطواقم طبية وصحفيين، حتى اكتظت المستشفيات المكتظة مما أجبر الفلسطينيين على اللجوء إلى المقابر الجماعية للمتوفين، كما تجاوز عدد الضحايا ٩٠٠٠ جريح، مع نزوح عشرات آلاف الفلسطينيين داخل غزة.
إن حملة القصف المتواصلة هذه، والتي امتدت لتسعة أيام متتالية، تشكل كارثة إنسانية مروعة وسلسلة من جرائم الإبادة الجماعية ضد الأبرياء في غزة. لقد تحولت أحياء سكنية بأكملها إلى أنقاض، مما أدى إلى خسائر مأساوية في الأرواح لا تعد ولا تحصى.
تنتهك إسرائيل بشكل صارخ العديد من مواد القانون الدولي، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
– اتفاقية لاهاي (المادة ٢٥) التي تحظر صراحة الهجوم على المدن أو القرى أو المناطق السكنية الخالية من القدرات الدفاعية.
– النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (المادة ٨)، الذي يعتبر الهجمات على السكان المدنيين أو المدنيين غير المشاركين جرائم حرب.
– مبادئ القانون الدولي الإنساني الخاصة بالضرورية والتناسب، والتي تنتهك في ظل عدم وجود ملاجئ أو مناطق آمنة للمدنيين.
– حظر الهجمات على الطواقم الطبية والمرافق الطبية.
– حظر الهجمات العشوائية على المناطق المدنية.
تشكل تصرفات إسرائيل أيضًا عقابًا جماعيًا، وهي ممارسة محظورة صراحةً بموجب القانون الدولي. ويحظر القانون الإنساني الدولي استهداف المدنيين واستخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب، بالإضافة إلى ضرورة السماح بمرور شحنات الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين.
نحن نحذر بشدة من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين قسراً من وطنهم ونناشد المجتمع الدولي رفض سياسات العقاب الجماعي ضد سكان غزة. ويجب على المجتمع الدولي أن يدين بشكل لا لبس فيه استهداف المدنيين الأبرياء وفقا للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية.
إن الهجمات الإسرائيلية المتعمدة على السكان المدنيين وتدمير الممتلكات واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا هي أمور غير مقبولة على الإطلاق.
تدعو منظمة هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية:
١– وقف الاعتداء على المدنيين: إننا ندعو بشكل عاجل الأمم المتحدة والدول والهيئات الدولية ذات الصلة إلى الضغط على إسرائيل فوراً لوقف اعتداءاتها غير المبررة على المدنيين في غزة.
٢– تحييد العمليات العسكرية: يجب إجبار إسرائيل على تحييد عملياتها العسكرية وفتح جميع المعابر الحدودية المغلقة لضمان تدفق الإمدادات الطبية والغذائية واللوجستية دون عوائق إلى قطاع غزة.
٣– الإدانة الدولية: يجب على المجتمع الدولي أن يدين جرائم إسرائيل في غزة بشكل لا لبس فيه، وأن يعيد النظر في دعمه لإسرائيل، وجعله مشروطاً بالتزامها بالتعايش السلمي.
٤– إنهاء العدوان وتسهيل المساعدات: يجب على المجتمع الدولي أن يعمل بلا هوادة لإنهاء العدوان على غزة وشعبها، ووقف الضغط على مصر لترحيل سكان غزة، وتسهيل إيصال المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
لقد حان الوقت لاتخاذ إجراء حاسم. ويجب على المجتمع الدولي أن يلتزم بمبادئ القانون الدولي وأن يحمي حقوق الشعب الفلسطيني في غزة ورفاهه.